الأربعاء، 26 يناير 2011

الاسلام، الشرف، المرأة، الرجل غيورغي فاسيلييف

الاسلام، الشرف، المرأة، الرجل 
غيورغي فاسيلييف

حيث ان الاسلام حصرا قلب كل موازين الطبيعة البشرية، قلب كل المفاهيم السامية ومسح بها الأرض. فمفهوم "الشرف" لا يرتبط بالنفس الشريفة ولا السلوك الانساني الصادق، بل يرتبط فقط بالحفاظ على الأعضاء الجنسية (غشاء البكارة) الذي ارتبط فقط بالمرأة. بينما شرف الرجال لا يتعلق بسلوكهم وإنما يتعلق بسلوك زوجاتهم أو بناتهم أو أمهاتهم. فالرجل الفاسق الذي يقطع السبعة وذمتها شريف إذا كانت زوجته لا تخونه مع رجل آخر، والرجل المنافق والسيء شريف طالما ابنته تحافظ على عذريتها قبل الزواج، فشرف الرجل يتعلق بسلوك زوجته في البيت ولا يتعلق بسلوك هذا الرجل أو قدرته على العمل والصدق، وعلى الكلمة الحرة والسلوك الحر والطيب والانساني المسؤول . وهذا المفهوم "للشرف" مضحك ومقرف حيث يهبط بمستوى الشرف إلى منطقة سفلية في جسم المرأة لا تزيد عن غشاء البكارة مقابل تغييب المعاني الأخرى السامية للشرف.
ولأن الرجل كان في مختلف عصور التاريخ ولا يزال الأقوى اقتصاديا من المرأة فقد فرض على المرأة معنى شرف يناسبه ويحقق مصلحته، فأصبح معنى الشرف فيما يتعلق بالمرأة يكاد يكون مقصورا على العفة الجنسية . ونتيجة لذلك برزت التناقضات التي تكتنف كيان المرأة من حيث الازدواجية في التعامل مع جسدها، فهي نجس والعلاقة الجسدية خارج مؤسسة الزواج خطيئة مميتة أو من الكبائر التي تستحق عليها الرجم. وجسم المرأة وما يطرأ عليه من عوارض نجس، ومع ذلك فإن هذا الجسد نفسه يتمتع بأهمية لا مثيل لها. كما يحاط بهالات وطقوس والمساس به مساس بقدسية الأسرة أو القبيلة وهو انتهاك (للشرف) عقوبته القتل غسلا للعار في حمى القوانين أو تساهلها.
هذه الظاهرة نتاج موروث ثقافي ذكوري حاقد يفرض على المرأة الانصياع لمنظومة من الممارسات الاجتماعية الاخلاقية التي لاتمت بصلة الى المنظومة الانسانية كتعامل، بل هي منظومة غادرة ومشينة قذرة مرتبطة بتراث كبير من العادات والتقاليد والأعراف والأيديولوجيات التي تكبل سلوك المرأة وتجعلها أسيرة هذا الموروث الثقافي التقليدي.
يفرضها الرجل على أقاربه من النساء.
فالرجل في العائلة يتحكم بسلوك وتصرفات المرأة بما يراه منسجما للحفاظ على شرفها والتهديد بالقتل لمجرد الاشتباه بسلوكها. وإحاطتها بأجواء تتمثل بعدم الثقة والتمييز والانصياع للتشكيك من قبل الأقارب والجيران أو المجتمع المحيط دون إثباتات قاطعة أو بسبب التشكيك بوجود علاقة جنسية أو عاطفية
وكم من الجرائم ارتكبت لمجرد رؤية الفتاة تقف مع شاب غريب أو تتحدث بالهاتف بصوت منخفض وهناك جرائم ارتكبت لزواج الفتاة دون موافقة الأهل ممن تحب أكان من نفس الطائفة الدينية أو من خارجها
المشكلة تكمن في قانون ظالم يسهل للرجل كل الظروف المؤاتية للإقدام على قتل واغتيال المرأة دون ان يخشى من العقاب في مجتمع متخلف مجحف بحق المرأة بحيث ينزع عنها كل الحقوق وأهمها حرية الاختيار وحق الحياة مخالفا بذلك كل المعايير الأخلاقية والإنسانية وكل المواثيق الدولية والذي يؤدي الى قتل الآمال والأحلام وخنق الحب والحرية وجعلها جثث معلقة لإخافة كل من تسمح له نفسه بالتفكير والاختيار.

2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق