الثلاثاء، 8 مارس 2011

أنا روح من تلك الروح وجسد من ذاك الجسد غيورغي فاسيلييف

أنا روح من تلك الروح وجسد من ذاك الجسد
غيورغي فاسيلييف

أنا لست أنا
أخرج طيفا من جسمي
امشي أتطلع أمشي
أخرج من الحائط
يدي تمر عبر الأشياء
ولا تمسك بها
اتكلم اسمع صوتي
اسمع كل الأصوات من حولي
ولا احد يسمعني
اخرج الى الشارع
لا اصدم شيئا
ولا شيء يصدمني
امشي على رجلين من ريح
وجسم من شفاف
عيناي تريان
وليس لي عيون
وحدها امي تسمعني
وانا اسمعها
اطير احلق لا وزن احس به
افكر بأي مكان
وظهوري هناك اسرع من فكرتي
اعود الى جسدي
ادخل فيه
لا يحس بي
اضع يدي في يدي
ويدي لا تحرك يدي
تجيء امي تلمس يدي
يدي الأخرى تحس بلمس اليد
تراني امي هائما حول جسدي
بحنان تطلب ان ادخل جسدي
تضمني وتبكي
كالندى دمعها أرشفه
كوردة اتفتح
كثمرة اتكور
كورقة يأخذني الخريف
كصقيع احسه في جسدي
كأس من الشاي الأخضر الساخن
حضن امي
ويصير جسدي انا
وانا جسدي
وافيق من المنام
ويد امي فوق يدي
ودموعها تبلل جسدي
لا تبك اقدس المقدسات
أنا روح من تلك الروح
وجسد من ذاك الجسد

2011

السبت، 5 مارس 2011

الدكتاتور الحقيقي بقلم بسام درويش

الدكتاتور الحقيقي
بقلم بسام درويش
Mar 05, 2011



فرحة التونسيين والمصريين، وربما الليبيين قريباً، بسقوط حكامهم الدكتاتوريين، ليست إلا فرحة ساذجة.
إنها فرحة ساذجة لأنه يبدو واضحاً بأن هذه الشعوب لا زالت حتى الآن لا تعرف من هو الديكتاتور الحقيقي الذي يمسك بخناقها، ويتحكم بمصيرها، ويحرمها من حريتها، ويمنعها من اللحاق بالعالم المتحضر؛ والدليل على ذلك هو تلك المظاهرات الكبيرة التي خرج فيها مئات الألوف من الناس مضحين بأرواحهم مطالبين بسقوط الدكتاتور لكنهم كانوا في الوقت نفسه يهللون لديكتاتور آخر: الله أكبر... الله أكبر...!

متى يعي العرب بأن هذا الله الأكبر الذي يهللون له، ما هو إلا الدكتاتور الحقيقي الأكبر، وما هو إلا السبب الرئيسي لتخلفهم ولكل علّة من عللهم. لا بل إنه السبب وراء وجود ذلك الدكتاتور نفسه الذي خرجوا يطالبون بالخلاص منه! 

متى يعي هذا الشعب بأنّ هذا الله الأكبر هو الدكتاتور الذي لا زال يتحكم بهم منذ ألف وأربعمئة سنة، يحكّم عليهم دكتاتوراً بعد الآخر، بدءاً بمحمد ومروراً من بعده بأبي بكر ومعاوية والسفاح والحجاج وصدام وانتهاء بمبارك والقذافي وكل من هو على شاكلتهم!

متى يعي هذا الشعب أنه مادام يقبل بدستورٍ ينص على أن الإسلام هو دين الدولة وأنه المصدر الرئيسي للتشريع، فإن أمله بنظام حر ديموقراطي سيبقى مجرد سرابٍ في سراب!

في الحقيقة، إن أيّ دستور ينص على أن الدين، أيّ دين، هو المصدر الرئيسي للتشريع، سيجعل من ذلك الدين دكتاتوراً يفرض مبادءه على المواطنين جميعاً دون استثناء، سواء كانوا من أتباعه المؤمنين به أم لم يكونوا. وإذْ يصحّ هذا القول في كل الأديان بما في ذلك المسيحية التي تعلّم على المحبة والتسامح، فإنه بكل تأكيد يصح في الإسلام الذي يتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان... إنّ نظرة سريعة على الأنظمة التي تطبّق ما ينص عليه دستورها بأنّ الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع، لّتُظهِر الوضع المزري للإنسان الذي يعيش في ظلها... رجلاً كان أو امرأة أو طفلاً، ومسلماً كان أو غير مسلم!

دساتير الدول المتحضرة تسمح لكل إنسان بممارسة دينه الذي يختاره، ولكنها تبقى هي فوق الدين وليس تحته. ولأن قوانين الدستور وضعية، أي من صنع الناس، فإن قرار تعديلها لتتناسب مع تطور العصر والمفاهيم الجديدة هو دائماً بيد الناس أنفسهم. أما الدساتير التي تعتمد على تشريع يرفض أي جدالٍ وينص على أنه كلام إلهي لا يحق لإنسان أن يبدّل فيه أو يجري عليه أي تعديل، كما هو الحال في الإسلام، فهذا يعني أنّ على المسلم أن يعيش كما أراد له بدويٌّ من القرن السابع للميلاد نصّب نفسه حاكماً مطلقاً ينطق باسم الله لا يجوز لأي إنسان الاعتراض على ما يقوله: "وما كانَ لمؤْمنٍ ولا مؤْمنةٍ إذا قضى الله ورسولُهُ أمْرا أَن يكونَ لهم الخيرَةُ مِن أمرهم ومن يَعْصِ الله ورسولَهُ فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً(1).  لا بل، ربما على المواطن الذي يعيش في ظل تشريع كهذا، أن يصدّق ويقبل أيضاً كل ما صدّقه وعلمه ذلك البدوي الجاهل مثل نظرية الشمس التي تشرق وتغرب على قرني شيطان، أو تلك التي تقول بأن الأرض مسطحة وأنّ الجبال ما هي إلا رواسٍ جعلها الله عليها كي لا تميد بالناس الذين يسكنون على سطحها!(2)

 ناهيكم عن ذلك إنه في ظل تشريع كهذا ينص على أن كل ما يصيب الإنسان هو قدر من الله يجب قبوله دون اعتراضٍ، "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"،(3) فإن أوّل هذه الأقدار التي يجب على المواطن القبول بها هي سلطة الحاكم التي فرض الإسلام الطاعة له ما دام مسلماً لا يشرك في عبادة الله الواحد أحداً حتى ولو كان ظالماً: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم؛ قيل: يا رسول الله لاأفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: لا، ما اقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يداً من طاعةٍ."(4)
************
لقد مات الدكتاتور المؤسس منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرناً وآن الأوان لعزل شبحه عن الحكم وعزل كل كتبه البالية بعيداً عن الحكم وقوانينه. تلك الكتب التي لم تجلب لأتباعها إلا التخلف والجهل والفقر والظلم، علاوة على ما جلبته للعالم كله من رعبٍ ومآسٍ ودمار.  
آن الآوان لهذه الأمة أن تعود إلى الشوارع لتطالب بسقوط اللات، ذلك الدكتاتور الأكبر، وأن لا تقبل بشعار أقلّ من شعار الحرية والإخاء والمساواة للناس وبين الناس... كل الناس!
آنذاك فقط، لن يقلق العالم على مصير أمة كهذه الأمة، وكذلك لن يخشى منها، بل سيفتح لها ذراعيه ويضمها إلى صدره ويقدم لها كل العون لتصبح شريكة له في بناء مستقبل أفضل للإنسان في كل مكان.    
***********
******
****

1 ـ قرآن: الأحزاب 33 : 36
2 ـ قرآن: الكهف 18 : 86 ـ 94  الأنبياء 31 : 21 الغاشية 88 : 20  
3 ـ قرآن: التوبة 9 : 51
4 ـ صحيح مسلم