"ليس مدهشا وغريباً أن تتحول سوريا لمزق وقطع ورُقَع في وجود هكذا سوريين ..
ليس مذهلا وغريباً أن كل من لا شرف فيه يمزق فيها ..
ليس جديدا وغريباً كل ذلك ..
لم تكن هناك هوية حقيقية لسوريا لتصمد الآن ..
الهوية انتماء لما فيه من عدل وتساوي وفائدة للجميع وهذا لم يكن موجوداً أبداً.. ولا أعتقد سيكون ..
ربما بعد زمن ستجبر المصالح المادية الحياتية من ورث من سوريا الرقع والمزق والقطع والبقايا على إيجاد طرق للتعاون في نوع اخر من الوحدة .. والوجود..هذا إن بقي أحد .. وسُنَّة الكون في الظلم هي الإنتهاء بالفناء .."
- غيورغي ڤاسيلييڤ
***
"كلماتنا.. أفعالنا.. مشاعرنا.. خطواتنا.. مواقفنا.. تبقى حولنا في الأثير. هي بكل بساطة نتاجات من نحن وكيف نفكر ونحس ونشعر ونتكلم ونفكر.. نظن أنها تنتهي.. لكنها في الحقيقة منذ خرجت منا تبدأ لتحيط بنا وتبقى..
هي بالمناسبة الأفكار والإيحاءات والانطباعات والمشاعر والصورة التي يُحسها الناس بنا دون قدرة على شرح لماذا يحسون هكذا..
نحن نمتلك من القدرات ما يجعلنا نعرف بعضنا من النظرة الاولى.. من الكلمة.. من الحرف.. من الصمت الذي بيننا.. لكننا لا نعرف كيف نفهم ونوظف هذا الفهم وهذه المعرفة ولا نصدّقها.."
- غيورغي ڤاسيلييڤ
***
"الحس الذاتي والمسؤولية الفرديّة هما الجزء الذي يساهم به كل منا في جعل ما يحيط بنا.. في جعل الواقع الذي نعيشه أفضل أو أسوأ ..
كل حركة.. أو كل فعل مهما كان صغيرا أو إعتقدنا ألّا (أن لا) أثر يتركه.. هو جزء من الواقع العام الذي يؤثر على الجميع وعلى المجموع ..
لا شيء يذهب في الفراغ ولا يعود.. ولا شيء بلا معنى ولا مبنى.. ولا شيء موجود بشكل منفصل..
واقعنا ، محيطنا - هو نحن بأفعالنا وأفكارنا ونوايانا (الدين هنا لا يفيدنا في شيء).. ومستقبلنا هو ما نفعله ونقوم به وننجزه اليوم ..
ربما الضمير .. ربما الروح .. هو أن يفكر كل منا قبل أي فعل يقوم به بما سيتركه من أثر.. لأنه لابد تاركه.. حتى ولو مثقال فَصّ ملح..
الخلاص لسوريا.. الخلاص في سوريا لا يمكنه أن يكون فردياً.. لا يمكنه أن يكون طائفيا أو حزبيا أو دينيا.. قدرنا مترابط ومتشابك.. لذا فخلاصنا وانقاذنا جماعي (ولا أحد وحده يملك الحقيقة).. ولا يمكن أن يكون غير ذلك.. لذا على شخص منا.. على كل منا أن يؤدي الأفضل مما يستطيع ..
وكلما زاد الأفضل العام والخاص ازدادت فرص الانقاذ وفرص الخلاص.."
- غيورغي ڤاسيلييڤ
***
أغلب الناس ليس ببساطة يطلبون منك أن تسمعهم فقط، بل ان تحاول إفهاهم عما هم أنفسهم يتكلمون عنه (لأنهم ببساطة يستعيرون حروفا وكلمات وجملا جاهزة للبهورة والفرفشة لا غيم لهم فيها ولا ماء..) ..
الكلمة هي روحنا الأقدس التي نوهب إدراكها ورسم معالم أبعادها في صياغة المعنى .. لا نستطيع أن نكون خارج ذواتنا فيها عندما نكتبها .. ولا يستطيع من يقرأ أن يكون خارج ذاته في إدراكها ..
الكلمة حمّالة أوجهنا وأنفسنا وما نحن به وفيه وما نحن عليه .. ومقدارنا من معرفة الذات واالآخر والحياة ..
اختيار الحرف والكلمة هو اختيار الفعل والانجاز .. هو ارادة فعل الخير في خطوة .. فيهما وبهما (الحرف والكلمة) نبني اونهدم .. نُخَضِّر أو نُقًحِّل..
- غيورغي ڤاسيلييڤ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق