"السؤال نصف الجواب واكثر.. منطقتنا ينبغي لها أن تشهد كارثة حقيقية لكي تنبت فيها فكرة واحدة، أو حتى نصف فكرة ذات معنى. لكي نستطيع أن نطرح سؤالا واحدا على الواقع ينبغي ان يحصل انهيار، أن ينفجر في وجهنا بركان، وأن تزلزل الأرض من تحتنا. ذلك ان السؤال محجوب في أعماق الواقع ومكبوت في تلافيفه وإحشائه الخفية. من يجرؤ على الاقتراب من السؤال مسافة اكثر من اللازم احترقت يداه، وربما عميت عيناه. ذلك أن السؤال محمي ومحروس بالأسلاك الشائكة، السؤال مقفل عليه بالرتاج. ممنوع ان تقترب من السؤال الأعظم. ممنوع أن تنظر إليه، ان تحدق فيه، أن تطرح عليه علامة استفهام. ذلك اًن السؤال مطموس منذ زمن طويل (1400 سنة) إلى حد اًنّه لم يعد يبدو سؤالا. لقد تحول إلى جواب نهائي قاطع ومانع، لقد اصبح مسلمة بديهية لا تحتاج إلى نقاش. لقد فقد تاريخيته وغاص في اعماق الزمن السحيق، وخلع عليه الزمن المتطاول حلة التقديس.
يضاف إلى ذلك ان السؤال محروس بالرجال. هناك قوى كاملة بعددها وعدتها مستعدة في كل لحظة للانقضا ض على من تسول له نفسه أن يقترب ولو مجرد اقتراب من منطقة السؤال. هناك جيوش كاملة من المراقبين والشيوخ والحراس والموظفين. هناك امة بأسرها كانت قد بنت مشروعيتها، واسست كيانها وهويتها على طمس السؤال، على تقييد السؤال بالأغلال، على تحويل السؤال إلى جواب. من يستطيع إذن ان ينبش السؤال من تحت الأنقاض، أن ينفض عنه الغبار، أن ينزع من حواليه الألغام؟ ويل لمن تسوّل له نفسه أن يقترب من منطقة السؤال المحرمة الملغّمة.
الكارثة وحدها أو الزلزال قادران على زحزحة السؤال. الكارثة وحدها قادرة على فضح بداهة السؤال، على إماطة اللثام عن وجه السؤال. لهذا السبب يبدو الفكر - في أوله - بمثابة فضيحة. كل فكر لا يفضح، لا ينبعش لا يعري، ليس فكراً. لذلك فان الفكر الذي يجب ان يظهر في الساحة العربية-الاسلامية ، هذا الفكر يجب ان يكون، وأن يبدو فضائحياً بإمتياز. لماذا هذا الهوس بالحفر، بالتعرية، بالفضيحة؟ لأن هذه الأرض المظلمة ، هذه الأرض العربية -الاسلامية عطشى للمطر، عطشى للنور، وعطشى للحقيقة."
***
***
"الهاجس الأساسي في قمع حرية المرأة، يكمن في خوف أساسي عند الرجل. فا لمواضع التي تدخل في ملكيته، لا يمكن الحفاظ عليها إلا في قمع الرغبة لها. فهي ما دامت في إطار الحاجة والطلب، تبقى مرتهنة به، ملتزمة في الانصياع لرغبته وتلبية أوامره؛ ولكن إذا ما حصل أن رغبت، فإن ذلك سيشكل خطراً لا مفر منه، لأن احتمال تحول موضرع الرغبة إلى شخص غيره، يضعه في موقع خطر، لأنه يحبط كل الاحتياطات التي مارسها طيلة الأجيال لكي يحول دون رغبة المرأة، ويحصر وجودها نقط بالتزامه به عبر الطلب والحاجة فقط.
وخوف الرجل من استقلال رغبة المرأة عن رغبته، جعله يسقط عليها كل الأخطار الناجمة من هكذا موقع: فهي المسؤولة عن خروجه من الجنة، في المفهوم الديني؛ وهي المسؤولة عن انتشار الأمراض في الأساطير اليونانية (صندوق بندور)، وهي المسؤولة عن شرف العائلة إذا ما تلطخ بسبب انزلاقها، حب التقاليد والعادات الشرقية، وهكذا فكل هذه المواقف تشير إلى أن الرجل يعاني من خطر داهم محوره رغبة المرأة وموضوعها".
***
***
"المرأة المحجبة.. كشجرة يابسة في سهل .. لا أغصان ولا أوراق .. لا فيء .. ولاظل..
الحجاب وصمة عار في جبين العقل .. وبصقة في وجه الجمال .. واحتقار للإلهة .. وذل وإهانة للمرأة وانتقاص لكرامتها وإنسانيتها.. وتعرية للذكور حد القرف .. "
- غيورغي ڤاسيلييڤ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق