الأعظم. ممنوع أن تنظر إليه، ان تحدق فيه، أن تطرح عليه علامة استفهام. ذلك اًن السؤال مطموس منذ زمن طويل (1400 سنة) إلى حد اًنّه لم يعد يبدو سؤالا. لقد تحول إلى جواب نهائي قاطع ومانع، لقد اصبح مسلمة بديهية لا تحتاج إلى نقاش. لقد فقد تاريخيته وغاص في اعماق الزمن السحيق، وخلع عليه الزمن المتطاول حلة التقديس.
يضاف إلى ذلك ان السؤال محروس بالرجال. هناك قوى كاملة بعددها وعدتها مستعدة في كل لحظة للانقضا ض على من تسول له نفسه أن يقترب ولو مجرد اقتراب من منطقة السؤال. هناك جيوش كاملة من المراقبين والشيوخ والحراس والموظفين. هناك امة بأسرها كانت قد بنت مشروعيتها، واسست كيانها وهويتها على طمس السؤال، على تقييد السؤال بالأغلال، على تحويل السؤال إلى جواب. من يستطيع إذن ان ينبش السؤال من تحت الأنقاض، أن ينفض عنه الغبار، أن ينزع من حواليه الألغام؟ ويل لمن تسوّل له نفسه أن يقترب من منطقة السؤال المحرمة الملغّمة.
الكارثة وحدها أو الزلزال قادران على زحزحة السؤال. الكارثة وحدها قادرة على فضح بداهة السؤال، على إماطة اللثام عن وجه السؤال. لهذا السبب يبدو الفكر - في أوله - بمثابة فضيحة. كل فكر لا يفضح، لا ينبعش لا يعري، ليس فكراً. لذلك فان الفكر الذي يجب ان يظهر في الساحة العربية-الاسلامية ، هذا الفكر يجب ان يكون، وأن يبدو فضائحياً بإمتياز. لماذا هذا الهوس بالحفر، بالتعرية، بالفضيحة؟ لأن هذه الأرض المظلمة ، هذه الأرض العربية -الاسلامية عطشى للمطر، عطشى للنور، وعطشى للحقيقة."
- غيورغي ڤاسيلييڤ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق