"الصورة الزاهية للحريات الواسعة والمنتشرة الآن في كل أنحاء أوروبا، لم تهبط عليهم كهدية من السماء، وإنما انتزعوها شبراً شبراً، وفتراً فتراً، وبعد نضال طويل ومقاومة مريرة.
مثقفوا أوروبا في ذلك الزمان كانوا مهددين في كل لحظة بحياتهم ورزقهم أو مراقبة كتبهم ومخطوطاتهم تماما كالمثقفين في بلداننا حاليا. وكانوا يعيشون منفيين أو هاربين معظم الوقت. وكان سيف الرقابة الدينية او السياسية مسلَّطاً عليهم وعلى ما يكتبونه باستمرار. ولذلك كانوا ينشرون مؤلفاتهم في أمستردام بهولندا أو في انكلترا ثم يدخلونها سرياً، أي تحت المعطف، إلى فرنسا. وفي أحيان كثيرة كانت تصدر بأسماء مستعارة أو من دون اسم خوفاً من سيف الرقابة والملاحقة. كانوا يخوضون حرباً مع السلطة وممثليها، ثم مع الكنيسة بشكل خاص. ومن رحم هذه الحروب السرية - العلنية خرجت الحريات الحديثة. "
- هاشم صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق