اللغة المحكية اليومية يجب أن تكون هي ذاتها لغة العلم والمعرفة.. - غيورغي ڤاسيلييڤ
إن التحرير الثقافي والنفسي الفعلي يمر فقط عبر ومن خلال إسترداد الناس لغتهم المحكية ومن الحق الكامل في الكلام والتعبير بلغتهم الحقة. تحقيق هذا الحق وهذا التحرير يتم بإحلال اللغة المحكية محل اللغة الفصحى (لغة القرآن والاسلام الدينية) واعتماد الحرف اللاتيني في رسم كتابتها.
وهناك أيضا مشكلة كارثة تكمن في نسبة الأمية العالية للناس الأمر الذي يعد كارثة انسانية في الوقت الحاضر. إن كتابة اللغة المحكية السورية بالأحرف اللاتينية تجعل انسانا من القرى البعيدة، وتجعل الأمي يستطيع أن يقرأ بشكل صحيح في ظرف أسبوع ما يعجز عنه خريجوا الجامعة من الشباب. ويدخل هذا الانسان بهذه الحروف اللاتينية عالم الكتابة والقراءة ويستفيد من كل مزاياهما وتسهيلاتهما، والأهم من ذلك انها (الحروف اللاتينية) تخلص الذهن والعقل من المنابع الاسلامية العربية والدينية كلها وتربطه بالعالم الحديث وبمنجزاته المذهلة.
بذلك تصبح اللغة المحكية لغة الخاصة والعامة على حد سواء، الأمر الذي أنجزته وفعلته وجسدته اللغات الأوربية وعلى رأسها اللغة الانكليزية، حيث أصبحت اللغة المحكية اليومية هي ذاتها لغة العلم والمعرفة.
الثورة الثقافية التي صاحبت الثورة العلمية والصناعية لم تقم في أوربا الا بعد الثورة على اللغة اللاتينية، لغة الكنيسة ولغة النصوص المقدسة التي لا وصول للناس اليها إلا من خلال وساطة رجال الدين (المشايخ)، الأمر الذي ضمن هيمنة الكنيسة على مجموع الناس. لم يكن (ولن يكون) قيام التحرر والديمقراطية والعلم ممكنا في أوربا إلا بعد حسم المعركة المصيرية ما بين اللاتينية وبين اللغة المحكية - لغة التعبير والكلام الحياتي الفعلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق